مصرع شخصين وإصابة 11 آخرين إثر عملية دهس في ألمانيا

مصرع شخصين وإصابة 11 آخرين إثر عملية دهس في ألمانيا
موقع هجوم الدهس بالسيارة في مانهايم

قتل شخصان وأصيب 11 آخرون، الاثنين، بعدما دهست سيارة عددًا من المارة في وسط مدينة مانهايم غربي ألمانيا.

وأعلنت الشرطة توقيف المشتبه به، مؤكدة أنه يعاني من "مرض نفسي"، ومستبعدة وجود "دوافع سياسية" وراء الحادث، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وشهدت ألمانيا خلال الأسابيع الأخيرة عدة عمليات دهس مشابهة أثارت قلق الرأي العام وفرضت نفسها على الحملة الانتخابية الأخيرة في البلاد. 

تصريحات رسمية حول الحادث

أكد وزير الداخلية في مقاطعة بادن فورتمبيرغ، توماس ستروبل، أن السائق استخدم مركبته "كسلاح"، حيث قادها بسرعة كبيرة داخل منطقة المشاة في مانهايم، وأوضح للصحفيين أن هذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة من الجرائم التي استُخدمت فيها السيارات كأدوات للهجوم.

وأشار المدعي العام المسؤول عن التحقيق، روميو شوسلر، إلى وجود "مؤشرات واضحة" تدل على معاناة المشتبه به من اضطرابات نفسية، مما جعل التحقيق يركز على هذا الجانب، وأكد عدم وجود أدلة تشير إلى دافع سياسي وراء الحادث.

وأفادت التحقيقات بأن المشتبه به، وهو ألماني يبلغ من العمر 40 عامًا ويقيم في بلدة لودفيغسهافن القريبة من مانهايم، سبق أن وُجهت إليه غرامة عام 2018 بسبب تعليق نشره على فيسبوك، اعتُبر تحريضيًا.

وأوضح شوسلر أن السلطات لم تتمكن بعد من تحديد ما إذا كان لهذا التعليق صلة بالحالة الذهنية للمشتبه به.

تفاصيل الاعتقال والإصابات

أطلق منفذ الهجوم النار في فمه بواسطة مسدس تحذيري قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه بعد مطاردة قصيرة، وأصيب بجروح، لكن حالته الصحية وصفت بالمستقرة، فيما لم تتمكن السلطات من استجوابه حتى الآن.

وأغلقت الشرطة المنطقة التي وقع فيها الحادث، حيث باشر المحققون فحص سيارة من نوع "فورد" سوداء، تعرضت مقدمتها لأضرار كبيرة، ويُشتبه بأنها المركبة المستخدمة في الهجوم.

وأكدت السلطات أن الحادث أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 83 عامًا ورجل يبلغ 54 عامًا، فيما نُقل 11 مصابًا إلى المستشفيات، بعضهم في حالة حرجة.

شهود عيان يصفون المشهد

روى أنيس يلديز، أحد الشهود ويبلغ من العمر 24 عامًا، ما رآه خلال الحادث، وقال إنه كان في مكتبه القريب من مكان الحادث عندما سمع "ضجيجًا قويًا جدًا"، لم يكن مألوفًا.

وأوضح أنه نزل إلى الشارع ليجد "جثة هامدة وبركًا من الدماء"، مشيرًا إلى أن أحد الضحايا بدا وكأنه طار في الهواء بسبب قوة الاصطدام.

وأضاف: "كان هناك الكثير من الناس يبكون، وأشخاص يطلبون المساعدة، وآخرون يتصلون بالشرطة.. كانت فوضى حقيقية".

وأكد أنه مصدوم مما حدث، خاصة أن المنطقة التي وقع فيها الحادث هي جزء من حياته اليومية، حيث يعمل ويمر بها باستمرار.

وفي مكان الحادث، شوهدت متعلقات شخصية مبعثرة على الأرض، من بينها حذاء طفل، وحقيبة، وسترة، مما عكس حجم الفاجعة التي أصابت الضحايا وعائلاتهم.

تصاعد العنف في ألمانيا

شهدت ألمانيا خلال الأشهر الأخيرة حوادث دهس وهجمات عنيفة أخرى أثارت قلق السلطات والرأي العام.

وفي فبراير الماضي، قام سائق في ميونيخ بدهس مجموعة من المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل طفلة تبلغ عامين ووالدتها البالغة 37 عامًا، وإصابة آخرين، وألقت الشرطة القبض على منفذ الهجوم، وهو طالب لجوء أفغاني يبلغ 24 عامًا.

وفي ديسمبر، قاد طبيب يبلغ من العمر 50 عامًا سيارته باتجاه حشد من الناس في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 300 آخرين.

جرائم أخرى تثير الجدل

لم تقتصر أعمال العنف على الدهس، حيث شهدت البلاد عدة هجمات أخرى بأسلحة بيضاء، ففي يونيو، أودى هجوم بسكين بحياة شرطي خلال تجمع مناهض للتطرف  في مانهايم. 

وفي أغسطس، قتل سوري يشتبه بارتباطه بتنظيم "داعش" ثلاثة أشخاص طعنًا خلال احتفالات محلية بمدينة زولينغن.

وفي يناير، قتل شخصان، أحدهما طفل يبلغ عامين، في هجوم بسكين وقع في متنزه بولاية بافاريا، وألقت الشرطة القبض على منفذ الهجوم، وهو أفغاني غير قانوني يعاني من مشاكل نفسية.

وفي فبراير، فقد شهدت العاصمة برلين حادثة طعن استهدفت سائحًا إسبانيًا بالقرب من النصب التذكاري للهولوكوست، حيث أصيب الضحية بجروح خطيرة. وألقت الشرطة القبض على المشتبه به، وهو لاجئ سوري يبلغ 19 عامًا. 



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية